تعتبر الوحدة 9920، المعروفة بمركز الفضاء، تُعد من أبرز الوحدات المتخصصة في الاستخبارات الفضائية ضمن مديرية الاستخبارات العسكرية لجيش الكيان (أمان). دور هذه الوحدة محوري في تشغيل وتحليل بيانات الأقمار الصناعية وتوفير المعلومات الاستخباراتية المبنية على الصور الفضائية لصالح الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى. تعتمد الوحدة على تقنيات متقدمة لرصد وتحليل البيانات التي يتم جمعها من الفضاء، مما يُمكّنها من مراقبة التحركات العسكرية المعادية وتقييم التهديدات.
تاريخ وتأسيس الوحدة
وحدة 9920، والمعروفة بمركز الفضاء ضمن مديرية الاستخبارات العسكرية لجيش الكيان، تأسست في التسعينيات كجزء من استراتيجية لتطوير قدرات جيش الكيان في جمع المعلومات باستخدام الأقمار الصناعية. أسسها العميد حاييم إيشد، الذي تمكن من إقناع القيادة السياسية بإمكانية تطوير تكنولوجيا فضائية محلية على الرغم من الموارد المحدودة. كان الهدف الأولي للوحدة هو رصد التهديدات على إسرائيل، لكن قدراتها توسعت لتشمل مناطق أبعد، مثل إيران وسوريا، مع مرور الوقت وإطلاق أقمار جديدة مثل “أفق 5″ و”أفق 9″ و”أفق 16”.
تُعتبر وحدة 9920 أساسية في جمع وتحليل بيانات الصور الفضائية. تعمل الأقمار الصناعية التي تشغلها على مدار الساعة وتُزوّد الجيش والأجهزة الأمنية بمعلومات حساسة ودقيقة عن تحركات العدو حسب مفهومهم. من خلال تعاونها الوثيق مع وحدات أخرى مثل وحدة 9900، تُتيح وحدة 9920 توجيه كاميرات الأقمار الصناعية نحو أهداف محددة بناءً على الحاجة الاستخباراتية، مما يعزز استجابة الجيش للتهديدات بشكل فوري. هذه الوحدة، عبر تقنيات الرصد المتقدمة، تستطيع تجاوز الظروف الجوية السيئة وجمع صور ليلية، مما يزيد من دقة وفعالية المعلومات المتاحة للجيش.
كذلك، تعتمد وحدة 9920 على التنسيق مع وحدات أخرى مثل وحدة 504 و8200. فبينما تُقدّم 504 معلومات من مصادر بشرية و8200 تحلل البيانات الإلكترونية، تقوم 9920 بتوفير سياق جغرافي مرئي يساعد في دمج هذه المعلومات ضمن صورة شاملة، مما يعزز من دقة الاستخبارات لدى جيش الكيان ويزيد من استعدادها للعمليات الاستخباراتية الدقيقة.
مهام الوحدة 9920 وآلية عملها
تشغيل الأقمار الاصطناعية وتحليل الصور:
الوحدة مسؤولة عن تشغيل الأقمار الاصطناعية المتخصصة في الاستطلاع والتجسس مثل سلسلة أقمار أفق، وتستفيد من التقنيات الحديثة التي تمكّنها من مراقبة المواقع بدقة عالية في الوقت الحقيقي.
تُحلل بيانات الأقمار الاصطناعية لتحليل المواقع العسكرية والمنشآت الحيوية في دول تعتبرها معادية للكيان وتحديث المعلومات المتعلقة بالأنشطة العسكرية أو التحركات غير الاعتيادية.
استغلال تقنيات الاستشعار عن بُعد:
تستخدم الوحدة أجهزة استشعار متقدمة مثل الأشعة تحت الحمراء والرادار للكشف عن الأجسام المتحركة في كافة الظروف الجوية، حتى خلال الليل أو في الظروف السحابية الكثيفة.
يمكن للوحدة اكتشاف الأنشطة المخفية التي يصعب ملاحظتها بالعين المجردة، مثل بناء الأنفاق أو تطوير الأسلحة، مما يعزز من قدرة الجيش على رصد التهديدات الخفية.
التنسيق مع وحدات أخرى:
توفر الوحدة 9920 المعلومات للوحدات الاستخباراتية الأخرى مثل 9900 (الجغرافيا) و8200 (التجسس الإلكتروني)، حيث تقوم هذه الوحدات بتكامل المعلومات الجغرافية والإشارات اللاسلكية مع بيانات الوحدة 9920 لتعزيز الرؤية الاستخباراتية الشاملة. على سبيل المثال، قد تستخدم الوحدة 8200 إشارات الاتصالات التي تم رصدها من قِبل الوحدة 9920 لتحديد تحركات محددة أو تعقّب المواقع.
تنفيذ عمليات استباقية ودعم المهام الخاصة:
تُسهم الوحدة 9920 في التحضير للعمليات الاستباقية التي ينفذها الجيش، وذلك من خلال تحديد الأهداف وتوفير خرائط تفصيلية للوحدات القتالية مثل سيرييت متكال.
مراقبة التطورات الإقليمية:
من خلال استخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد، تعمل الوحدة 9920 على مراقبة مناطق مثل الحدود الشمالية والجنوبية لدولة الكيان، وتقديم تقارير يومية تتعلق بالأنشطة العسكرية والإنشاءات الجديدة التي قد تؤثر على الأمن القومي.
التعامل مع التهديدات قصيرة الأمد:
تُتيح الوحدة للجيش القدرة على الرد بسرعة على التهديدات، حيث تقوم بتحليل الصور في الوقت الفعلي وتحديث المعلومات بناءً على التطورات الجديدة. مثلًا، إذا اكتُشفت تحركات عسكرية مفاجئة في منطقة معادية، يمكن للوحدة تقديم صور مباشرة تساعد في اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة.
الأهمية الاستراتيجية للوحدة 9920 لبقية الوحدات
توفير رؤى استخباراتية استراتيجية:
تدعم الوحدة 9920 التخطيط الاستراتيجي عن طريق تقديم تقييمات مفصلة للتضاريس والمواقع المعادية. تُستخدم هذه المعلومات في تحديد الأهداف وتخطيط العمليات العسكرية، مثل الضربات الجوية أو الهجمات البرية.
الوحدة 9900 (الجغرافيا والاستشعار عن بعد):
تعتمد الوحدة 9900 على المعلومات الجغرافية التي توفرها 9920 لتحديث وتحليل الخرائط والبيانات البيئية. تعمل الصور الفضائية على تحسين خرائط الوحدة 9900 وتسهيل تنفيذ العمليات، مثل التعرف على تفاصيل التضاريس وتحديد مواقع الهجمات العسكرية المحتملة.
الوحدة 8200 (الاستخبارات الإلكترونية):
تعتمد الوحدة 8200 على الصور الفضائية لرصد الترددات وأنشطة الاتصالات في المواقع المستهدفة. يمكن للوحدة 8200 استخدام البيانات الجغرافية لتحديد مصادر الإشارات أو تتبع الأجهزة الإلكترونية في مواقع العدو، مما يُعزز من فعالية العمليات الاستخباراتية.
وحدة 504 الاستخبارات البشرية (HUMINT):
تعتمد وحدة 504 على معلومات الأقمار الأصطناعية لتحديد مواقع تجنيد العملاء أو متابعة المواقع المستهدفة بدقة أكبر، مما يُساعد في تخطيط مهام الاستخبارات البشرية وفقًا لبيانات حديثة ودقيقة.
وحدة 3060 (الأمن السيبراني):
من خلال البيانات التي توفرها الوحدة 9920، تستطيع الوحدة 3060 تحديد أهداف تحتاج إلى حماية خاصة أو تخطيط الهجمات السيبرانية، خصوصًا إذا ما تطلبت الهجمات استهداف بنى تحتية عسكرية معادية بناءً على مواقعها المكتشفة عبر الأقمار الصناعية.
بفضل هذه القدرات، تُعد الوحدة 9920 جزءًا أساسيًا في الاستخبارات العسكرية لدولة الكيان، حيث تساعد في دعم الأمن القومي بشكل استباقي وتزويد القيادات العسكرية بمعلومات دقيقة تُمكّنها من اتخاذ قرارات مبنية على بيانات واقعية وموثوقة.
الأهمية الاستراتيجية للوحدة 9920
تلعب 9920 دورًا جوهريًا في التخطيط الاستراتيجي والتكتيكي لجيش الكيان، حيث توفر معلومات جغرافية دقيقة تساعد على تحديد مواقع الأهداف وإعداد الضربات الجوية أو العمليات البرية. تُعد هذه الوحدة مصدرًا موثوقًا لرؤية شاملة للأنشطة العسكرية في المناطق المعادية، حيث تتيح القدرة على رصد تحركات العدو وتقديم استجابة فورية لأي تهديدات مفاجئة. مثلًا، إذا أظهرت الصور الفضائية تحركات عسكرية غير معتادة، يستطيع جيش الكيان اتخاذ قرارات سريعة بناءً على البيانات الواردة من الوحدة.
بالإضافة إلى ذلك، تقدم الوحدة تقارير دورية عن المناطق المحيطة بدولة الكيان، بما في ذلك مراقبة حدودها الشمالية والجنوبية، مما يسهم في تعزيز الأمن القومي لهم من خلال متابعة مستمرة للتغيرات على الأرض وتحديد التهديدات المحتملة في مراحل مبكرة.
مستقبل الوحدة وتطورها
تستمر الوحدة 9920 في توسيع نطاق عملها من قدرات أقمارها الأصطناعية، سواء من حيث الدقة أو الاستمرارية. ومع دخول الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة في المجال الاستخباراتي، من المتوقع أن تشهد هذه الوحدة تطورًا كبيرًا في تقنيات الرصد وتحليل البيانات، مما يعزز من قدرتها على تقديم معلومات استخباراتية أكثر دقة وفي وقت أقل. كما تهدف إلى تطوير تقنيات استشعار تتيح الرصد الفعال حتى في أصعب الظروف، مما يُمكّن للكيان من الحفاظ على مستوى أمني عالي في المنطقة.
المصادر: