المقدمة.
هي وحدة سرية ومتقدمة ضمن جيش الكيان الصهيوني، متخصصة في تطوير تقنيات وأدوات مبتكرة تستخدم في العمليات العسكرية والاستخباراتية. تأسست هذه الوحدة لتكون الجهة المسؤولة عن تلبية الاحتياجات التقنية المتقدمة في ساحة الحرب الحديثة. تعمل بشكل متكامل مع وحدات استخباراتية أخرى مثل الوحدة 8200، التي شرحتها في مقالي السابق.أضغط هما لقراءة المقال
حيث تعمل الوحدة بشكل أساسي على تطوير تقنيات ووسائل متقدمة لجمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية، وتُعتبر عنصرًا حاسمًا في العمليات الاستخباراتية وعمليات الحرب الإلكترونية مما يجعلها عنصرًا محوريًا في القوة الاستخباراتية لدولة الكيان وتعتبر وحدة الاستخبارات 81 في جيش الكيان من أهم الوحدات في جهاز الاستخبارات لديهم لأنها واحدة من الوحدات السرية والخاصة التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية للكيان المعروفة باسم “أمان”.
التأسيس والمهمة الأساسية
تأسست وحدة 81 في السبعينات، وهي جزء من منظومة الاستخبارات العسكرية لجيش الكيان التي تتضمن وحدات أخرى مشهورة مثل الوحدة 8200 المعروفة بجمع وتحليل البيانات السيبرانية. ولكن، على عكس الوحدة 8200 التي تركز على جمع المعلومات وتحليل البيانات، تركز الوحدة 81 على تطوير وتقديم الحلول التكنولوجية المتقدمة للجيش. كما تتخصص هذه الوحدة في تصميم وتصنيع الأجهزة الإلكترونية والأدوات اللازمة للمهام الاستخباراتية والعمليات الخاصة التي تُنفذها وحدات الجيش المختلفة.
الهيكل التنظيمي والمهارات
تمتاز وحدة 81 بتركيبة تنظيمية متقدمة تعتمد بشكل كبير على الكفاءات الهندسية والتقنية. يتكون فريق الوحدة من مهندسين وخبراء في مجالات مثل الإلكترونيات، علم الروبوتات، البرمجيات، الأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي، والاتصالات. هذا المزيج من المهارات يتيح للوحدة تصميم أدوات متطورة وفريدة لدعم مختلف أنواع العمليات العسكرية والاستخباراتية.
مجالات التركيز والعمل
تركز وحدة 81 على عدة مجالات أساسية، تشمل:
التطوير التكنولوجي للمعدات العسكرية والاستخباراتية: مثل أجهزة التنصت وأدوات الاتصالات المشفرة والأجهزة المتقدمة لجمع المعلومات.
الحرب الإلكترونية: من خلال تطوير أدوات تستطيع التشويش والتلاعب بأنظمة العدو الإلكترونية، وأيضًا حماية الأنظمة لدولة الكيان.
التكنولوجيا الميدانية: يتم تزويد وحدات العمليات الخاصة بتكنولوجيا تمكنهم من تنفيذ مهامهم بفعالية، مثل أنظمة الاتصالات الآمنة والذكية، والأجهزة الكهروضوئية.
التشغيل الآلي والذكاء الاصطناعي: في السنوات الأخيرة، ركزت الوحدة على إدخال الذكاء الاصطناعي والأتمتة لتحسين عملية تحليل البيانات وتطوير معدات تستطيع التكيف مع سيناريوهات متعددة في ميدان المعركة.
العلاقة مع الوحدة 8200
في حين أن الوحدة 8200 تشتهر بجمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية السيبرانية، فإن الوحدة 81 تُعتبر الذراع التكنولوجي الداعم للعمليات الاستخباراتية والعسكرية، إذ تقوم بإمداد الوحدات الميدانية بأدوات متقدمة تساعد في تنفيذ المهام الحساسة. تمثل الوحدة 81 دورًا تكامليًا مع الوحدة 8200، حيث تقوم الأخيرة بجمع البيانات الخام، بينما تقوم الأولى بتقديم الأدوات لتحليل هذه البيانات وتنفيذ عمليات استباقية بناءً على المعلومات المستخلصة.
عمليات بارزة ومساهمات معروفة
رغم سرية العمليات التي تشارك فيها وحدة 81، إلا أن تقارير غير رسمية تُشير إلى دورها في:
المساعدة في العمليات الخاصة داخل وخارج دولة الكيان: عبر تزويد الوحدات بأدوات استخباراتية متقدمة لاختراق وتجاوز تقنيات العدو.
التكنولوجيا المضادة للمسيرات: حيث يُعتقد أن الوحدة قد لعبت دورًا في تطوير تقنيات لاعتراض وتحييد الطائرات بدون طيار، وهو أمر ذو أهمية خاصة في العمليات الحدودية ومواجهة الجماعات المسلحة (المقاومة) في سوريا ولبنان.
حماية الفضاء الإلكتروني: عن طريق تطوير برمجيات وأدوات خاصة لحماية المنشآت والأنظمة لدولة الكيان من الهجمات السيبرانية، خاصة من إيران وحزب الله.
التعاون مع القطاع الخاص
تشتهر وحدة 81 بتعاونها الوثيق مع شركات التكنولوجيا في دولة الكيان، خاصة الشركات الناشئة التي تعمل في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والأمن السيبراني. يوفر هذا التعاون للوحدة وصولاً إلى أحدث الابتكارات ويساهم في تطوير تطبيقات جديدة تُستخدم في العمليات العسكرية، كما يتيح للكفاءات الهندسية العاملة في الوحدة فرصًا للعمل لاحقًا في القطاع الخاص، ما يُسهّل نقل التكنولوجيا من الوحدة إلى السوق المدني والعسكري.
التحديات والانتقادات
رغم السمعة القوية التي تتمتع بها الوحدة، إلا أنها تواجه عدة تحديات، أبرزها:
التكتم الأمني: الذي يفرض تحديات على تجنيد الكفاءات، إذ يُطلب من المنتسبين الالتزام بسرية تامة حول عملهم، مما قد يُحدّ من قدرتهم على التفاعل مع بقية العالم التقني.
التكنولوجيا المتسارعة: إذ تحتاج الوحدة دائمًا إلى مواكبة آخر التطورات التكنولوجية للتفوق على الخصوم، مما يستدعي استثمارات ضخمة في الأبحاث والتطوير.
أمثلة على إنجازات وتكنولوجيا الوحدة 81:
- الهجمات السيبرانية والبرمجيات الخبيثة:
من أبرز العمليات التي يُعتقد أن الوحدة 81 لعبت دورًا فيها هو تطوير برمجيات خبيثة شهيرة مثل فيروس “ستوكسنت” (Stuxnet)، الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية في عام 2010. هذا الفيروس يُعتبر من أكثر الهجمات السيبرانية تطورًا في التاريخ، ويُعتقد أن دولةالكيان والولايات المتحدة تعاونتا في تطويره. يُفترض أيضًا أن الوحدة 81 تعمل على تطوير أدوات سيبرانية معقدة أخرى لاستهداف الشبكات العسكرية والاقتصادية لأعداء الكيان الغاصب، مع التركيز على تعطيل أنظمة القيادة والسيطرة والتحكم أو الوصول إلى بيانات حساسة.
- التجهيزات العسكرية المتطورة:
الوحدة 81 قد تكون أيضًا وراء تطوير أجهزة تنصت واستخبارات ميدانية تستخدم في العمليات الخاصة، سواء داخل الكيان أو في الخارج. تتضمن هذه الأدوات أجهزة لرصد الاتصالات واختراقها، وأدوات لتحديد مواقع الأهداف بدقة عالية.
- أنظمة الاتصال الآمنة:
بالإضافة إلى تقنيات الهجوم والدفاع السيبراني، تُطوِّر الوحدة أنظمة اتصالات مشفرة ومؤمنة تُستخدم في نقل المعلومات الحساسة بين وحدات الجيش والجهات الحكومية المختلفة، مما يقلل من فرص التعرض للتجسس أو الاختراق.
- عملية تفجير البيجرات في لبنان
تشير عدة مصادر منها Jerusalem Post وTimes of Israel.إلى دورٍ كبير لوحدة الاستخبارات “وحدة 81” في التفجيرات التي طالت أجهزة البيجر التابعة لحزب الله في لبنان. حيث يُعتقد أن هذه الوحدة نجحت في تعديل هذه الأجهزة بإضافة شحنات متفجرة دقيقة، ما مكّنها من تفجيرها بشكل متزامن عبر آلاف الأجهزة. هذه العملية المعقدة تتطلب تقنيات متقدمة ودقة كبيرة في التصميم والتشغيل، مما يعكس قدرات وحدة 81 على تطوير حلول تقنية للهجمات الإلكترونية والفيزيائية المعقدة.
العملية أثارت دهشة في الأوساط الأمنية، ليس فقط بسبب تأثيرها المادي على مقاتلي حزب الله، كان حزب الله يعتمد على أجهزة البيجر كبديل أكثر أماناً عن الهواتف، ولكن بعد هذا الحادث، فقد الكثيرون الثقة بهذه الأجهزة، وبدأت تنشأ حالة من الشك لدى أفراد الحزب حول أمان الأجهزة المستخدمة في عملياتهم.
تعتبر هذه التفجيرات دليلاً على تصاعد الحرب التكنولوجية وتوظيفدولة الكيان للابتكارات التقنية في الصراعات، حيث باتت الأجهزة اليومية تُستخدم كأدوات هجومية معقدة، وهو ما يعدّ رسالة واضحة بأن أي جهاز إلكتروني قد يتحول إلى سلاح إذا وُجه بحنكة ودقة.
الخلاصة
تعتبر وحدة الاستخبارات 81 إحدى الوحدات الحيوية والمهمة في جيش الدفاع الإسرائيلي، حيث تقوم بتطوير أدوات تكنولوجية متقدمة تخدم الأهداف العسكرية والاستخباراتية للجيش. بفضل خبراتها الهندسية والتقنية، تساهم الوحدة في الحفاظ على التفوق التكنولوجي لدولة الكيان في المنطقة، وتلعب دورًا كبيرًا في العمليات السرية التي تُنفذها دولة الكيان داخل وخارج حدودها.
المصادر
- التحليل الكامل لتفجيرات البيجر منشور في صحيفة Jerusalem Post وTimes of Israel.
- مركز أبحاث بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية: bsf.org.il
- تقرير جيروزاليم بوست حول وحدات الاستخبارات الإسرائيلية