دراسة بقلم. م. مصطفى كامل الشريف
الدراسة لهذا اليوم تعتبر من المواضيع التقنية الخطرة التي كنت امتنع عن ذكرها في مقالاتي في السابق لكن بعد الأحداث الأخيرة قررت الخوض بجميع الاتجاهات من أجل رفع الوعي العام بمخاطر التكنلوجيا وخفاياها و أتعمق في دراسة طويل تتجاوز حدود المقال العادي .
الدراسة تتمحور حول فلم وثائقي أنتج قبل خمس سنوات يحذر من صناعة طائرة بدون طيار صغيرة تستخدم للاغتيالات. هذا فيلم نشر في شهر أكتوبر من عام 2019 أسم فيلم “Slaughterbots” الفلم أسفل الفقرة رابط من منصة يوتيوب هو فيلم قصير من إنتاج قناة DUST، ويصنف ضمن أفلام الخيال العلمي، ولكنه مبني على مفاهيم وتكنولوجيا موجودة أو قيد التطوير وممكن صناعتها في المستقبل، مما يجعله قريبًا جدًا من الواقع. يهدف الفيلم إلى توعية الجمهور بمخاطر الطائرات القاتلة الصغيرة بدون طيار التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وهو يطرح تصورًا مقلقًا لمستقبل يمكن فيه استخدام هذا النوع من الطائرات بشكل واسع النطاق لأغراض عسكرية أو إرهابية. و أنتجت شركة سيستماتك الدنماركية قبل 3 سنوات تقريبا طائرة مشابهة لهذه المذكورة في الفلم الوثائقي لذلك سوف أحلل الطائرة في الفلم الوثائقي الخيالية والطائرة الحقيقة وماهي نقاط التقارب بينهما و الأختلاف و أذكر عدة أراء محايدة و أدلو بدلوي و أضع رأي بين طيات هذه الدراسة . أنصح الجميع مشاهدة الفيلم في البداية ليسهل عليكم فهم التحليل في الدراسة.
الفلم
ملخص القصة:
تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الطائرات القاتلة الصغيرة، التي يتم إطلاقها بكميات كبيرة لتنفيذ اغتيالات دقيقة باستخدام الذكاء الاصطناعي. هذه الطائرات مزودة بتقنية التعرف على الوجه والقدرة على استهداف أفراد معينين بناءً على بيانات محددة. في الفيلم، يتم استغلال هذه التكنولوجيا من قبل جهات حكومية أو غير حكومية، وتتحول هذه الطائرات إلى أدوات قتل جماعي، تستهدف الأفراد بشكل فردي من دون تدخل بشري مباشر.
الطائرات صغيرة الحجم ولكنها فعّالة للغاية، قادرة على اقتحام المباني، وتحديد مواقع الضحايا بناءً على بياناتهم الرقمية، ثم تقوم بتنفيذ عمليات قتل دقيقة عبر استهداف منطقة الرأس بمتفجرات صغيرة. الفيلم يعرض أيضًا كيف أن هذه الطائرات تستخدم بطرق جماعية، مما يجعل من الصعب جدًا التصدي لها.
أهم الأفكار المطروحة في الفيلم:
الذكاء الاصطناعي والأسلحة الذاتية: يعرض الفيلم كيف يمكن للذكاء الاصطناعي، الذي يهدف عادةً إلى تحسين حياة البشر، أن يتحول إلى أداة للدمار عندما يتم تسليحه. الطائرات الصغيرة في الفيلم تعمل بشكل مستقل تمامًا، وتتخذ قرارات القتل دون تدخل بشري.
التكنولوجيا العسكرية الجديدة: يعكس الفيلم الخوف من أن تصبح هذه التكنولوجيا متاحة بسهولة ويمكن استغلالها من قبل حكومات قمعية أو حتى مجموعات إرهابية. التقنيات مثل التعرف على الوجه والبيانات الكبيرة (Big Data) التي تستخدمها الطائرات في الفيلم موجودة بالفعل، مما يجعل السيناريو مخيفًا للغاية.
صعوبة التحكم في التكنولوجيا: واحدة من الرسائل الرئيسية للفيلم هي أن التكنولوجيا قد تخرج عن السيطرة، حيث أنه بمجرد إطلاق هذه الطائرات، لا يمكن لأحد التحكم بها أو إيقافها، مما يثير أسئلة أخلاقية حول من يجب أن يمتلك مثل هذه التكنولوجيا.
المخاطر المحتملة للطائرات القاتلة الصغيرة:
صعوبة التصدي: حجمها الصغير وسرعتها يجعل من الصعب التصدي لها أو تدميرها.
الاستهداف الفردي: تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحديد هوية الأفراد وتنفيذ عمليات اغتيال دقيقة.
استعمالها من قبل جهات غير حكومية: يمكن أن تقع هذه التكنولوجيا في أيدي الإرهابيين أو الجماعات الإجرامية.
الرسالة الأخلاقية:
يطرح الفيلم تساؤلات حول كيفية تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب، والحاجة إلى قوانين دولية تحظر أو تحد من استخدام هذا النوع من الأسلحة الذاتية. كما يشير إلى أن اللامبالاة تجاه تطوير هذه التكنولوجيا يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية.
رؤيتي في موضوع الطائرات القاتلة بشكل عام كونها تكنلوجيا حديثة في أربع محاور
المحور الأول: التعريف بالطائرات القاتلة الصغيرة بدون طيار
الطائرات القاتلة الصغيرة بدون طيار (وتسمى أحيانًا “الطائرات الانتحارية” أو “الطائرات الدقيقة”) هي تكنولوجيا تعتمد على الذكاء الاصطناعي وقدرات الروبوتات لتنفيذ مهام قتالية مستقلة دون تدخل بشري مباشر. هذه الطائرات غالبًا ما تكون صغيرة الحجم، خفيفة الوزن، وقادرة على الطيران بسرعات عالية. ما يميزها هو قدرتها على اتخاذ قرارات مستقلة بناءً على برمجيات ذكية تمكّنها من التعرف على الأهداف وتنفيذ مهام مثل الاغتيال أو التخريب بطريقة دقيقة وفعالة.
هذه الطائرات غالبًا ما تكون مجهزة بتقنيات متطورة مثل:
التعرف على الوجه: بفضل الذكاء الاصطناعي وخوارزميات الرؤية الحاسوبية، يمكن للطائرات التعرف على الأشخاص المحددين بدقة عالية، حتى في بيئات معقدة أو مزدحمة.
الاتصال المتقدم: يتم تزويد الطائرات بشبكات اتصال متقدمة تسمح لها بتبادل البيانات وتحليل المعلومات في الوقت الفعلي، ما يمنحها القدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة.
الأسلحة الدقيقة: يمكن أن تكون الطائرات مزودة بأسلحة صغيرة مثل متفجرات دقيقة تستهدف مناطق حساسة في جسم الإنسان (مثل الرأس)، ما يجعلها قادرة على القضاء على الهدف بضربة واحدة.
ما يميز هذه الطائرات أيضًا هو قدرتها على العمل بشكل مستقل أو ضمن أسراب متكاملة، حيث يمكن برمجتها لتنفيذ مهمات متزامنة ومنسقة. وهذا يضاعف من قدرتها التدميرية وفعاليتها التكتيكية، ويجعل مواجهتها أو التصدي لها تحديًا كبيرًا.
المحور الثاني: المخاطر التكنولوجية
تُعتبر هذه الطائرات مثالاً واضحًا على كيف يمكن أن تتحول التكنولوجيا إلى أداة للدمار إذا لم يتم التحكم بها وتنظيم استخدامها. التكنولوجيا بحد ذاتها ليست سلبية، ولكن الأسئلة الأخلاقية والقانونية تنشأ عندما تُستخدم هذه الأدوات لأغراض غير إنسانية أو بطريقة تخرج عن السيطرة.
هناك عدة مخاطر تكنولوجية مرتبطة بالطائرات القاتلة الصغيرة:
الاستقلالية المفرطة: واحدة من أخطر الجوانب هي أن هذه الطائرات قادرة على اتخاذ قرارات مستقلة دون تدخل بشري بمجرد تزودها الصورة لشخص المطلوب هي تصبح صاحبة قرار القتل. قد يتم برمجتها على تنفيذ عمليات اغتيال بناءً على معايير مثل هوية الهدف أو سلوكياته، لكن يمكن أن تخطئ أو تستهدف الأبرياء إذا لم تكن البيانات المقدمة دقيقة بنسبة 100%. غياب الإشراف البشري يعني أن هذه الطائرات قد تتصرف بشكل غير متوقع أو مدمر في حالات الفشل التقني.
الاستخدام العسكري غير المنضبط: هذه الطائرات يمكن أن تكون في متناول الحكومات أو الجماعات المسلحة أو حتى الإرهابيين، مما يجعل من الصعب التحكم في انتشارها أو استخدامها لأغراض غير مشروعة. في سيناريوهات الحرب أو الإرهاب، يمكن لهذه الطائرات أن تسبب أضرارًا كبيرة دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر، وهو ما يضاعف من صعوبة محاسبة الجهات المسؤولة.
التصعيد العسكري غير المتوازن: يمكن أن يؤدي انتشار هذه التكنولوجيا إلى سباق تسلح جديد بين الدول، حيث تسعى كل دولة إلى تطوير قدرات هجومية أكثر تقدمًا لمواجهة تهديدات الطائرات القاتلة الصغيرة. هذا التصعيد قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الدولية وزيادة احتمال نشوب صراعات مسلحة تعتمد على هذه التكنولوجيا المتقدمة.
استهداف المدنيين: كما يظهر في على سبيل المثال في فيلم “Slaughterbots”، يمكن أن تُستخدم هذه الطائرات لاستهداف مدنيين أو أفراد بعينهم بناءً على بيانات مثل التوجه السياسي أو الانتماء الاجتماعي، مما يحوّل هذه الطائرات إلى أدوات قمعية. في حالة وقوعها في أيدي الأنظمة الدكتاتورية أو المجموعات الإرهابية، يمكن أن تُستخدم كوسيلة لإرهاب السكان والسيطرة عليهم.
صعوبة التحكم: الطائرات الصغيرة جدًا والتي تعمل بشكل مستقل تجعل من الصعب للغاية على الحكومات أو الأجهزة الأمنية التصدي لها أو منع هجماتها. قدرتها على الطيران بسرعة والاختباء في بيئات حضرية معقدة تعقد عملية الكشف عنها وإيقافها. هذا يعزز المخاوف من أن التكنولوجيا قد تفلت من السيطرة بمجرد أن تصبح في متناول أطراف متعددة.
المحور الثالث: التحديات الأمنية
الطائرات القاتلة الصغيرة بدون طيار تمثل تحديًا أمنيًا كبيرًا بسبب خصائصها التكنولوجية المتطورة التي تجعل من الصعب التصدي لها بفاعلية. تتسم هذه الطائرات بعدة ميزات تجعلها قوية وخطيرة في سياقات مختلفة، سواء كانت عسكرية أو إرهابية، ومن أبرز هذه التحديات الأمنية:
حجمها الصغير وسرعتها العالية: الطائرات القاتلة الصغيرة تتميز بحجمها الذي يجعل من الصعب اكتشافها بسهولة بواسطة أنظمة الدفاع التقليدية، مثل الرادارات أو الأنظمة المضادة للطائرات. كما أن سرعتها العالية تزيد من صعوبة استهدافها أو اعتراضها قبل أن تتمكن من الوصول إلى هدفها. في بيئات حضرية، تكون هذه الطائرات أكثر تعقيدًا في التعامل معها لأنها تستطيع التنقل بين المباني والاختباء في الأماكن الضيقة.
العمل الجماعي أو “الأسراب”: واحدة من أهم التحديات هي قدرة هذه الطائرات على العمل في مجموعات أو “أسراب” كبيرة. عندما تطلق هذه الطائرات في أسراب، يمكنها التنسيق فيما بينها، مما يصعب التصدي لها. فحتى لو تمكنت أنظمة الدفاع من إسقاط بعض الطائرات، فإن العدد الهائل في السرب يجعل من المستحيل تقريبًا تدميرها بالكامل قبل أن تنفذ مهمتها. هذا الأسلوب من الهجوم يجعلها أقرب إلى سلاح دمار شامل، حيث يمكن أن يتسبب السرب الواحد في خسائر كبيرة في الأرواح أو المنشآت.
استخدام البيانات الدقيقة: تعتمد هذه الطائرات بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، وخاصة البيانات الشخصية مثل التعرف على الوجه أو الموقع الجغرافي للأفراد المستهدفين. وهذا يزيد من دقتها في تنفيذ المهام الهجومية، حيث يمكنها استهداف الأفراد بعينهم بناءً على معلومات دقيقة، مما يضاعف من خطورتها في الحروب أو الاغتيالات المستهدفة. قدرتها على تحديد الأهداف بدقة تجعلها فعالة في عمليات الاغتيال الفردي، وهذا يمثل تحديًا أمنيًا كبيرًا للدول والأفراد المستهدفين.
التكيف مع البيئات المختلفة: هذه الطائرات قادرة على العمل في بيئات متنوعة مثل المناطق الحضرية أو الريفية، سواء كانت مفتوحة أو مغلقة. يمكنها اختراق المباني والدخول من نوافذ أو أبواب مفتوحة، مما يجعل حمايتها للمنشآت أو الأفراد صعبة للغاية. بالإضافة إلى ذلك، القدرة على تعديل خطط الطيران والاقتراب من الهدف بناءً على الظروف البيئية تجعل من الصعب إعداد استراتيجيات دفاعية ثابتة ضدها.
تكاليف المواجهة المرتفعة: في حين أن هذه الطائرات صغيرة ومنخفضة التكلفة نسبيًا، فإن الدفاع ضدها يتطلب أنظمة متقدمة وموارد كبيرة. نشر تقنيات الدفاع مثل الأنظمة الليزرية أو الأنظمة الإلكترونية المضادة يتطلب استثمارات ضخمة، وهو ما يخلق اختلالاً في الكلفة بين المهاجم والمدافع. هذا التفاوت يزيد من التحديات الأمنية لأن الجماعات الإرهابية أو الجهات المعادية يمكن أن تطلق مثل هذه الهجمات بكلفة منخفضة نسبيًا.
المحور الرابع: البعد الأخلاقي
التحديات التي تطرحها الطائرات القاتلة الصغيرة بدون طيار لا تتعلق فقط بالأمن، بل أيضًا بالجوانب الأخلاقية والقانونية التي ترتبط باستخدام هذه التكنولوجيا. تطوير ونشر هذه الطائرات يثير أسئلة مهمة حول الاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا، وكيفية تنظيمها لضمان عدم إساءة استخدامها.
أخلاقيات الأسلحة الذاتية: أحد أكبر المخاوف الأخلاقية هو أن هذه الطائرات تعتمد بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات القتل. قد تكون هذه الطائرات قادرة على استهداف الأفراد دون تدخل بشري مباشر، مما يعني أن قرار الحياة أو الموت يمكن أن يُتخذ بواسطة آلة.
هذا يثير تساؤلات كبيرة حول
المسؤولية الأخلاقية: من يجب أن يُحاسب إذا قامت هذه الطائرات بقتل أبرياء أو ارتكاب أخطاء؟ وكيف يمكن ضبط قرارات القتل الآلي للتأكد من أنها تستند إلى معايير أخلاقية وإنسانية؟
التوازن بين الأمن والحرية: هذه الطائرات يمكن أن تستخدم كأدوات قمعية من قبل الحكومات أو الأنظمة الديكتاتورية. على سبيل المثال، يمكن للأنظمة الاستبدادية استخدام هذه الطائرات لاستهداف المعارضين السياسيين أو نشطاء حقوق الإنسان، مما يحوّلها إلى أدوات لانتهاك الحريات المدنية. هنا يتعين على العالم أن يواجه تحديًا أخلاقيًا في كيفية وضع حدود على استخدام هذه الطائرات لمنع استغلالها في قمع الشعوب أو انتهاك حقوق الإنسان.
القوانين والاتفاقيات الدولية: يجب أن يكون هناك تنظيم قانوني دولي صارم بشأن استخدام الطائرات القاتلة الصغيرة. الاتفاقيات الحالية مثل اتفاقية جنيف التي تحكم استخدام الأسلحة في الحروب قد لا تكون كافية لمواكبة التقدم التكنولوجي المتسارع في هذا المجال. هناك حاجة إلى وضع اتفاقيات جديدة تحظر أو تقيد استخدام الأسلحة الذاتية القاتلة في النزاعات، وتضع معايير واضحة حول كيفية التحكم في استخدامها وضمان الشفافية والمساءلة.
مخاطر الانتشار السريع: في حال انتشرت هذه التكنولوجيا بشكل واسع،وهي بدأت بالأنتشار الآن وبشكل سريع يمكن أن تقع في أيدي مجموعات إرهابية أو جهات غير حكومية، ما يشكل خطرًا عالميًا على الأمن الدولي. هنا يأتي دور المجتمع الدولي في ضبط انتشار هذه التكنولوجيا عبر منع تصديرها أو الحد من تطويرها خارج نطاق الاستخدامات المشروعة. يجب أن تُوضع آليات مراقبة وتفتيش دولية لضمان عدم إساءة استخدام هذه التكنولوجيا.
التحدي الأخلاقي للتنمية التكنولوجية: هناك جدل حول ما إذا كان يجب أن تُطوَّر هذه التكنولوجيا من الأساس. البعض يرى أن أي تقدم في تكنولوجيا الأسلحة الذاتية يشكل خطرًا على البشرية ويجب أن يتم وقفه قبل أن يصبح خارج السيطرة. بينما يرى آخرون أن تنظيم هذا التطور بشكل صارم يمكن أن يضمن فوائد أكثر من الأضرار. في كلتا الحالتين، البعد الأخلاقي لهذا التطور التكنولوجي يتطلب مراجعة مستمرة من قبل الحكومات، المؤسسات الأكاديمية، والمنظمات الدولية.
هل تم تطوير هذه الطائرة أو طائرة مشابها لها؟
نعم، تم تطوير طائرة مشابها لطائرة (فيلم Slaughterbots) القاتلة الصغيرة، مثل تلك التي تم التنبؤ بها في فيلم بشكل قريب جداً ومعلن وأصبحت واقعاً مع تقدم التكنولوجيا. إحدى الشركات المصنعة هي شركة “سيستماتيك” الدنماركية، التي قامت بتوريد أنظمة تحكم متقدمة للجيش الإماراتي. ورغم أن الدنمارك فرضت حظرًا على تصدير المعدات العسكرية إلى الإمارات في عام 2018، بسبب دور الإمارات في الحرب على اليمن، إلا أن “سيستماتيك” وجدت طرقًا للالتفاف على هذا الحظر من خلال استخدام شركة فرعية في المملكة المتحدة لمواصلة تصدير البرمجيات العسكرية الى الجيش الإماراتي. وتم كشف الالتفاف من خلال تحقيق صحفي لقناة TV2 الدنماركية مما عرض الشركة لعقوبة كبيرة تقبلتها بدون أي اعتراض. رابط مصدر المعلومات اضعفه اسفل المقال.
هل الطائرة الصغيرة التي صنعتها شركة سيستماتيك الدنماركية هي نفس طائرة Slaughterbots“؟
الطائرات الصغيرة التي صنعتها شركة سيستماتيك الدنماركية ليست بالضبط نفس الطائرات التي تم تصويرها في فيلم Slaughterbots، ولكنها تشبهها إلى حد كبير في بعض الجوانب.
الفرق الأساسي:
الطائرات في Slaughterbots هي طائرات خيالية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل مستقل تمامًا وتستطيع تنفيذ عمليات اغتيال باستخدام التعرف على الوجه وتقنيات استهداف متقدمة. هذه الطائرات قادرة على اتخاذ قرارات مميتة بدون تدخل بشري، مما يجعلها أدوات قاسية في سيناريوهات الحرب المستقبلية.
التشابهات:
الطائرات التي زودتها شركة “سيستماتيك” للإمارات تعتمد على تقنيات متقدمة، لكنها تركز على توفير أنظمة التحكم والاتصالات العسكرية (Command and Control Systems) مثل Sitarer، والتي تُستخدم في إدارة العمليات العسكرية ومراقبة الميدان. رغم أن هذه الطائرات ليست بالضرورة قاتلة بشكل مباشر مثل طائرات Slaughterbots، فإنها جزء من منظومة عسكرية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لجمع وتحليل البيانات، مما يتيح التنسيق بين الأسلحة الفعالة، بما في ذلك الطائرات المسيرة القتالية.
الاختلافات:
الطائرات التي تقدمها “سيستماتيك” لا يبدو أنها تعمل بشكل مستقل بالكامل مثل طائرات Slaughterbots. في الواقع، هذه الطائرات لا تزال تعتمد على أنظمة التحكم عن بعد من البشر والذكاء الاصطناعي لإدارة المواقف التكتيكية. بينما في الفيلم، الطائرات تستطيع اتخاذ قرارات القتل دون أي تدخل بشري مباشر، مما يجعلها مختلفة عن الطائرات الواقعية التي تم تزويدها إلى الإمارات.
الفرق باختصار:
الطائرات التي قدمتها “سيستماتيك” هي جزء من أنظمة عسكرية تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتوجيه والتحكم، لكنها ليست بنفس مستوى الاستقلالية أو القدرة على اتخاذ قرارات مميتة بمفردها كما هو موضح في Slaughterbots. ومع ذلك، فإن التشابه يكمن في القلق المتزايد حول استخدام الذكاء الاصطناعي في التكنولوجيا العسكرية والتهديدات المحتملة المرتبطة بها.
هل ممكن مستقبلا تطوير الطائرات التي صنعتها سيستماتك الى طائرة مثل Slaughterbots؟
نعم، من الممكن مستقبلاً تطوير الطائرات التي تصنعها سيستماتيك أو غيرها من الشركات إلى طائرات مشابهة لتلك التي تم عرضها في فيلم Slaughterbots، ولكن ذلك يعتمد على تطور بعض الجوانب التكنولوجية التي هي حالياً قيد البحث والتطوير. هناك عدة عوامل قد تساهم في هذا التحول:
تطور الذكاء الاصطناعي: طائرات Slaughterbots تعتمد على ذكاء اصطناعي متقدم يمكنه اتخاذ قرارات مميتة بشكل مستقل. اليوم، الطائرات المسيرة تعتمد بشكل كبير على أنظمة الذكاء الاصطناعي لمهام مثل التعرف على الأهداف أو التنقل الذاتي، لكن لا يزال القرار النهائي حول القتل بيد البشر. مع تطور الذكاء الاصطناعي، قد يصبح من الممكن مستقبلاً تصميم طائرات مسيرة قادرة على اتخاذ هذه القرارات دون تدخل بشري.
الاستقلالية الكاملة: الطائرات التي تصنعها “سيستماتيك” تعتمد على تقنيات تواصل وتحكم متطورة، لكنها ليست مستقلة بالكامل. إذا تم تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بحيث تصبح هذه الطائرات قادرة على العمل دون الحاجة إلى إشراف بشري، فقد تتحول إلى طائرات مشابهة لتلك في الفيلم، حيث تقوم بتنفيذ مهام معقدة مثل الاغتيالات أو الهجمات دون توجيه بشري.
تكنولوجيا التعرف على الوجه والبيانات الضخمة: أحد المكونات الرئيسية في Slaughterbots هو استخدام التعرف على الوجه والبيانات الضخمة لتحديد الأهداف بدقة. هذه التكنولوجيا متاحة بالفعل اليوم، وتستخدم في مختلف التطبيقات العسكرية والمدنية. مع المزيد من التطورات في هذا المجال، يمكن أن تصبح هذه القدرات أكثر دقة وفتكاً.
تحسين القدرات التدميرية: في الفيلم، الطائرات صغيرة جدًا لكنها فعالة جدًا في القتل باستخدام متفجرات دقيقة. مع تطور تكنولوجيا المتفجرات والأسلحة المصغرة، يمكن أن نشهد تصميم طائرات صغيرة تمتلك قدرات تدميرية كبيرة على غرار ما تم تصويره في الفيلم.
الخلاصة: على الرغم من أن الطائرات التي تصنعها “سيستماتيك” حاليًا ليست بمستوى الطائرات في Slaughterbots، فإن التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي، والتحكم الذاتي، وتقنيات الاستهداف، قد يؤدي إلى تطوير أنظمة مشابهة في المستقبل. ومع ذلك، فإن هذا يعتمد بشكل كبير على القرارات السياسية والقانونية التي قد تُتخذ لتنظيم أو حظر استخدام هذه التقنيات. أنا عن رأي الشخصي الطائرة في الفلم موجودة من زمن ليس بالبعيد كسلاح سري تستخدم في مهام خاصة. أجزم وبدون تردد.
أراء الخبراء في الأوسط التكنلوجية.
رأيي حول الطائرات المسيرة القاتلة في فيلم Slaughterbots تكنلوجيا الطائرة بالفلم يذكر أنها تعطى صورة الشخص المطلوب ويطلب منها قتله وبهذه الحالة الأنسان من يغذيها بالمعلومات ليس الطائرة هي صاحبة القرار كما تم توضيحه في الفيلم، الذكاء الاصطناعي في تلك الطائرات يعتمد على معلومات يتم تغذيتها من البشر، مثل صورة الشخص المستهدف، لكن عملية القتل تُترك للآلة لتنفيذها بدون تدخل بشري مباشر. هذه التكنولوجيا، حيث يقوم الإنسان بتزويد الطائرة بالهدف بينما تقوم الطائرة بتنفيذ المهمة ذاتيًا، هي أمر واقع اليوم بدرجة ما في الأنظمة العسكرية المتطورة، لكنها لم تصل بعد إلى المستوى الكامل من الاستقلالية الذي تم تصويره في الفيلم.
التقنيات المتاحة اليوم:
التعرف على الوجه: بالفعل، تقنية التعرف على الوجه موجودة اليوم وتُستخدم في مجالات متعددة مثل الأمن، مراقبة الحدود، وحتى الهواتف الذكية. وفي السياق العسكري، يتم استخدامها لجمع وتحليل المعلومات الاستخبارية، وتحديد الأهداف المحتملة بناءً على البيانات البيومترية. هذه التقنيات يمكن دمجها بسهولة مع الطائرات المسيرة، مما يجعل فكرة استهداف الأفراد بناءً على بصمات الوجه أمرًا واقعياً ومتاحاً.
الطائرات المسيرة القتالية: الطائرات بدون طيار المسلحة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي موجودة بالفعل وتستخدم في العمليات العسكرية. على سبيل المثال، الطائرات المسيرة التي تستخدمها الولايات المتحدة لتنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف في مناطق النزاع تعتمد على نظام تشغيل يتم فيه تقديم معلومات دقيقة حول الهدف، لكن القرار النهائي للضربة يبقى في يد الإنسان.
هل محتمل وجود طائرات سرية من هذا النوع؟
نعم يحتمل وجود طائرات مسيرة شبيهة بتلك في الفيلم كـ “سلاح سري” غير مُعلن لتنفيذ عمليات سرية هو أمر ممكن، خاصة في ضوء السرعة التي تتطور بها التكنولوجيا العسكرية. العديد من الدول والشركات تقوم بتطوير تكنولوجيا عسكرية بشكل غير مُعلن لأغراض أمنية وعمليات خاصة.
التقنيات السرية غالباً ما تكون متقدمة على ما يتم الإعلان عنه للجمهور، ويمكن أن تُستخدم في عمليات لا تتطلب الإعلان العلني عنها. في هذا السياق، من الممكن أن تكون هناك طائرات مسيرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر من الأنظمة المعلنة، وتستخدم في عمليات سرية تشمل الاغتيالات أو العمليات الخاصة.
وجهة نظر محايدة:
على الرغم من أن تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعرف على الوجه متاحة وتستخدم في التطبيقات العسكرية، فإن التحول الكامل إلى الطائرات المستقلة القادرة على اتخاذ قرارات قتل دون إشراف بشري لا يزال موضع نقاش أخلاقي وقانوني. إذا كانت هذه الطائرات موجودة حاليًا، فمن المحتمل أن يتم استخدامها في مهام محدودة وسرية، وربما تحت إشراف صارم في عمليات دقيقة للغاية. ومع ذلك، هناك مخاوف كبيرة من أن هذه التكنولوجيا قد تنزلق إلى الاستخدام غير المنضبط إذا لم يتم وضع قيود واضحة وقوانين دولية صارمة لتنظيم استخدامها. لأن تطور هذه الطائرات يمثل تحديًا كبيرًا على الصعيد الدولي، ويثير الحاجة إلى تنظيمات قانونية تواكب سرعة التطور التكنولوجي لتفادي استخدامات غير إنسانية أو غير قانونية لهذه التكنولوجيا المتقدمة
الخلاصة:
إن تطوير واستخدام الطائرات القاتلة الصغيرة يفتح الباب أمام حقبة جديدة من التكنولوجيا العسكرية، لكن المخاطر المرتبطة بها تفوق الفوائد المحتملة إذا لم يتم تنظيم استخدامها بعناية. يجب على المجتمع الدولي أن يضع أطرًا قانونية وأخلاقية صارمة لضمان أن هذه الأدوات لا تُستخدم لتقويض حقوق الإنسان أو تعزيز الإرهاب.
تقدم الطائرات القاتلة الصغيرة بدون طيار تحديات أمنية كبيرة بسبب قدراتها التكنولوجية المتقدمة وصعوبة التصدي لها، وخاصة عند استخدامها في هجمات منسقة أو استهداف دقيق للأفراد. من الجانب الأخلاقي، يتعين على العالم أن يواجه خطر هذه التكنولوجيا بسن قوانين واتفاقيات دولية تنظم استخدامها وتضمن عدم إساءة استغلالها. إن الحاجة ملحة لوضع معايير واضحة حول كيفية استخدام هذه التكنولوجيا والتحكم فيها، لتجنب تحولها إلى أداة قمع أو وسيلة للقتل دون رقيب. كما أن الحكومات والمطورين التقنيين مطالبون بممارسة مسؤولية أخلاقية عالية في تصميم ونشر هذه التقنيات بما يحافظ على الأمن العالمي ويحمي أرواح الأبرياء.
المصادر