مقالي اليوم مختلف لكنه لايبتعد عن مجال المخاطر السيبرانية و الكوارث التكنلوجية .في السنوات الأخيرة، أصبحت هوليوود منصة قوية لطرح قضايا معاصرة تتعلق بالتكنولوجيا والتطور الرقمي. من خلال أفلام مثل “Atlas” (أطلس) و“Leave the World Behind” (اترك العالم خلفك)،وقبلهم “Outbreak” (تفشي).حيث هنا تطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل البشرية في ظل الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة. تبدو هذه الأفلام وكأنها تحذير غير مباشر من المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن الانغماس في التحول الرقمي دون رقابة، مما يطرح تساؤلاً مهماً:
هل تقودنا التكنولوجيا إلى مستقبل مشرق، أم تحمل في طياتها تهديدات لمجتمعاتنا؟ في هذا المقال، سأستعرض الرسائل الخفية في هذه الأفلام ونحلل كيف تسلط الضوء على المخاوف الأوبئة و التكنولوجية التي تواجه العالم اليوم. اريد أن اناقش معكم ثلاث أفلام من صناعة هوليود . و الأفلام هي “Outbreak” (تفشي) و “Leave the World Behind” (اترك العالم خلفك) و “Atlas” (أطلس)، يمكن القول أن هوليوود وصناع الأفلام يثيرون قضايا تتعلق بالمخاوف الحديثة من التكنولوجيا، الكوارث البيولوجية، والانهيار الاجتماعي. دعوني أركز على الرسائل الخفية التي قد تحملها هذه الأفلام، خاصة فيما يتعلق بالفيلمين الثاني و الثالث”Leave the World Behind” و “Atlas”. لأن الفلم الأول قديم ورسالته وصلت وعشناها في وباء كرونا . لكن الغاية هو التذكير و استخدامه دليل بأن الأفلام تحمل رسائل مخفية للمستقبل كما حدث في فلم “Outbreak” (تفشي)
الفلم الأول فيلم تفشي (Outbreak) أنتاج 1995
هو فيلم أمريكي صدر عام 1995 من إخراج وولفجانج بيترسن، ويستند إلى كتاب “The Hot Zone” لريتشارد بريستون، الذي يناقش انتشار الفيروسات الوبائية. يركز الفيلم على موضوع تفشي مرض فيروسي قاتل وانتشار العدوى بسرعة، مما يهدد البشرية. هنا ملخص لأحداث الفيلم:
القصة:
تبدأ أحداث الفيلم في عام 1967 في زائير (الكونغو الحالية) عندما يظهر فيروس قاتل يسمى “موتابا” (Motaba) في معسكر عسكري. يحاول الجيش الأمريكي القضاء على الفيروس بقتل كل المصابين عبر غارة جوية، ويبدو أنهم نجحوا في احتوائه. ومع ذلك، الفيروس لم يُمحَ تمامًا.
التفشي الحديث:
تعود القصة إلى الزمن الحاضر في عام 1995 عندما يتم تهريب قرد مصاب بالفيروس من زائير إلى بلدة صغيرة في كاليفورنيا، مما يؤدي إلى ظهور حالات إصابة جديدة بفيروس موتابا. الفيروس يبدأ بالانتشار بسرعة رهيبة في البلدة الصغيرة بسبب العدوى المباشرة باللمس والهواء.
الحبكة الرئيسية:
تتمحور الحبكة حول محاولة احتواء الفيروس المتفشي في البلدة، حيث يحاول الفريق الطبي بقيادة سام دانيالز وروبي كيو اكتشاف أصل الفيروس وإيجاد طريقة لعلاجه. في الوقت نفسه، يحاول الجنرال دونالد مككلينتوك منعهم من النجاح حتى يتمكن من استخدام الفيروس كسلاح بيولوجي. تزداد الأمور سوءًا عندما يأمر الجيش بإغلاق البلدة بالكامل ووضعها تحت الحجر الصحي لمنع انتشار الفيروس خارج الحدود.يكتشف سام وفريقه أن القرد الذي جلب الفيروس إلى الولايات المتحدة قد يكون مفتاح الحل لإيجاد لقاح فعال.تتصاعد الأحداث عندما تحاول السلطات العسكرية التخلص من البلدة بواسطة قصفها لمنع الفيروس من الانتشار، ولكن سام وفريقه يكافحون لمنع ذلك وإنقاذ الناس.
الذروة والنهاية:
في نهاية المطاف، يتمكن سام وفريقه من الإمساك بالقرد المصاب واستخدام دمه لصنع ترياق فعال ضد الفيروس.يتم إنقاذ البلدة من القصف العسكري في اللحظات الأخيرة بعد أن يتم تسليم الترياق، مما يؤدي إلى وقف انتشار الفيروس.
المواضيع المطروحة:
يستعرض الفيلم قضايا مثل انتشار الأوبئة والخوف من الأمراض المعدية، كما يركز على دور السلطات في السيطرة على الأزمات. كما يعرض صراعًا بين الواجبات الأخلاقية والعمليات العسكرية.فيلم “تفشي” هو فيلم مثير يطرح تساؤلات حول الكوارث البيولوجية والتهديدات التي قد تتسبب بها الفيروسات على نطاق واسع، ويثير العديد من المخاوف حول مدى استعداد البشر للتعامل مع مثل هذه الأزمات.
رسائل الفلم.
عشنا معظم أحداثه في فترة وباء كرونا.
الفلم الثاني فيلم Leave the World Behind (اترك العالم خلفك) أنتاج 2023
من إنتاج 2023 هو فيلم إثارة نفسي من بطولة جوليا روبرتس و ماهرشالا علي. الفيلم مبني على رواية بنفس الاسم للكاتب رمان علام. قصة الفيلم تدور حول أزمة غامضة تهدد العالم، وتترك شخصياته في حالة من الارتباك والخوف.
قصة الفيلم:
تدور أحداث الفيلم حول عائلة مكونة من أماندا (التي تلعب دورها جوليا روبرتس) وزوجها كلاي وأطفالهما. يقررون الذهاب لقضاء عطلة في منزل فخم مستأجر في مكان منعزل، بعيدًا عن صخب المدينة وضغوط الحياة. يبدو كل شيء طبيعيًا في البداية، لكن سرعان ما تنقلب الأمور عندما يتوقف الإنترنت وتفقد الهواتف قدرتها على العمل.
يظهر شخصان غريبان في المنزل، وهما جورج (ماهرشالا علي) وأبنته لكن زوجته غائبة لأنها في رحلة عمل إلى المغرب، ويخبرون العائلة أن هناك انقطاعًا واسع النطاق للإنترنت والكهرباء، وأنهم جاءوا إلى المنزل لأنهم ملاك العقار الأصليين. يبدو أن هناك كارثة وطنية أو عالمية قد حدثت، لكن لا أحد يعرف التفاصيل.
الهجوم السيبراني:
في الفيلم، تتعرض البلاد لهجوم سيبراني واسع النطاق يؤثر على البنية التحتية الحيوية مثل الكهرباء، الاتصالات، والإنترنت. هذا الهجوم يثير الفوضى والذعر بين الناس، مما يجعل الشخصيات تواجه حالة من الانقطاع الكامل عن العالم الخارجي، فلا توجد وسيلة لمعرفة ما يجري أو كيفية النجاة. بينما يحاول الجميع فهم ما يحدث وكيفية التعامل مع هذا الوضع المجهول، تزداد التوترات داخل المنزل. يصبح التوتر النفسي جزءًا كبيرًا من الحبكة، حيث يجب على الشخصيات اتخاذ قرارات صعبة بينما يواجهون احتمالات غير معروفة، مثل ما إذا كان هذا الهجوم مرتبطًا بنهاية العالم. وكعادة هوليود تشيطن العرب والمسلمين حيث في وسط الأزمة تأتي طائرات مسيرة ترمي منشورات توزعها هذه الدرونات أوراق باللون الأحمر مكتوب عليها باللغة العربية (الم.وت لأمريكا). منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، تم ترسيخ صورة نمطية في الإعلام الغربي تربط بين الإره.اب والإسلام، وبالتالي اللغة العربية تكون مادة أساسية لهذا الغرض.
الرسائل الرئيسية في الفلم الثاني:
الفيلم يستكشف مواضيع مثل ضعف البنية التحتية الرقمية التي يعتمد عليها العالم الحديث، ويوجه رسالة مباشرة لمستخدمي سيارات تسلا ذات القيادة الذاتية حيث تتعرض متاجر السيارات لهجوم سيبراني يشغل جميع السيارات من نوع تسلا ذاتية القيادة ويتم أرسالها الى الشوارع السريعة الرئيسية في المدينة لارتكاب حوادث متعمدة مع السيارات أخرى لغلق الشوارع وإثارة الرعب والهلع لدى الناس الهاربة من الكارثة وكذلك السيطرة على الأقمار الأصطناعية من قبل المهاجمين. وأيضاً يفحص تأثير الهجوم السيبراني وانقطاع الخدمات التكنلوجية على العلاقات الإنسانية وكيف يمكن للأزمات أن تكشف عن جوانب خفية من الشخصية والتعامل البشري فيما بينهم ويتحولون الى غابة ليس فيها رحمة القوي يأكل الضعيف.
الرسالة الخفية هنا:
ما مدى هشاشة عالمنا الحديث.ربما يهدف صناع الفيلم إلى دفع المشاهدين للتفكير في كيفية تحضير أنفسهم وعائلاتهم لمواجهة كوارث مفاجئة، سواء كانت طبيعية، تكنولوجية، أو من صنع البشر.
الفلم الثالث – أطلس أنتاج 2024
فيلم “أطلس” (2024)، بطولة جنيفير لوبيز، هو فيلم خيال علمي وإثارة من إخراج براد بيتون.
تدور القصة حول أطلس شيبرد (لوبيز)، وهي محللة بيانات بارعة ولكن منعزلة بشدة وتملك عدم ثقة عميقة بالذكاء الاصطناعي. تشارك في مهمة للقبض على روبوت متمرد يدعى هارلان، الذي أنشأته والدتها العالمة العبقرية. عندما تفشل المهمة، تدرك أطلس أن الطريقة الوحيدة لإنقاذ البشرية من تهديد هذا الذكاء الاصطناعي الإرهابي هي التغلب على عدم ثقتها والعمل مع الذكاء الاصطناعي.
يستكشف الفيلم موضوعات الثقة والعلاقة المعقدة بين البشر والذكاء الاصطناعي. يجب على أطلس مواجهة مخاوفها وتحاملاتها لمنع مستقبل كارثي، مما يؤدي إلى مشاهد حركة مكثفة ومواجهات درامية. يشارك في الفيلم أيضًا سيمو ليو وستيرلينغ ك. براون ولانا باريلا.
تم إصدار “أطلس” على نتفليكس في 24 مايو 2024، وسرعان ما أصبح أكثر العناوين مشاهدة على المنصة في أسبوع صدوره. ومع ذلك، حصل الفيلم على تقييمات مختلطة إلى سلبية من النقاد، الذين أشادوا بأداء جنيفير لوبيز لكنهم انتقدوا السيناريو والتنفيذ العام للفيلم
الرسائل الرئيسية:
فيلم “أطلس” يحمل رسائل رئيسية تتعلق بعلاقتنا المعقدة مع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي (AI). الرسائل التي يسعى الفيلم إلى إيصالها تتعلق بالتوازن بين الثقة والحذر في التعامل مع التكنولوجيا المتقدمة. يمكن تلخيص هذه الرسائل في النقاط التالية:
ضرورة الحذر من الذكاء الاصطناعي: الفيلم يسلط الضوء على المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي. من خلال شخصية الروبوت المتمرد الذي يهدد البشرية، يطرح الفيلم سؤالاً حول ما إذا كان يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينحرف عن أهدافه الأصلية ويتحول إلى تهديد خطير.
أهمية الثقة المقننة: رغم حذر البطلة أطلس من التكنولوجيا، تجد نفسها في موقف يتطلب منها التعاون مع الذكاء الاصطناعي لإنقاذ العالم. هذه النقطة تشير إلى أنه يمكن للتكنولوجيا أن تكون مفيدة، ولكن يجب أن يكون استخدامها تحت إشراف ورقابة دقيقة لضمان عدم خروجها عن السيطرة.
التعاون بين الإنسان والتكنولوجيا: الفيلم يعزز فكرة أنه لا يمكن رفض التكنولوجيا تمامًا، بل يجب البحث عن طرق للتعاون معها لتحقيق أهداف أكبر. في النهاية، النجاح يعتمد على مزيج من الذكاء البشري والتحكم المسؤول في الذكاء الاصطناعي.
الرسالة الأساسية ليست رفض التكنولوجيا بشكل مطلق، ولكن التعامل معها بعقلانية وحذر، مع وضع ضوابط صارمة لضمان استخدامها بطريقة تخدم الإنسانية ولا تضر بها.
الرسالة الخفية هنا:
هل نحن في أمان في عالم يتحكم فيه الذكاء الاصطناعي؟ صناع الفيلم ربما يريدون تحذير الجمهور من المخاطر التي قد تواجهنا إذا لم نضع ضوابط صارمة على التكنولوجيا التي نطورها.ةهذا مطلبي طبعاً.
وفي الختام ليس بالضرورة تحليلي يكون صحيح أو غير صحيح فيحتمل كلا الأمرين لأنه يبقى رأي شخصي ووجهة نظري كخبير مختص بأمن البيانات و الأمن السيبراني تميل الى التشاؤم بسبب بيئة مجال عملي التي تتضمن أن اضع حلول لحماية بيانات المؤسسات و الشركات التي اتعامل مع أنظمتهتا من الهجمات السيبرانية. دمتم بخير