ملاحظة / هذا الموضوع طويل لذلك أرتأيت أن يكون من جزئين وهذا هو الجزء التعريفي بالحرب الأليكترونية
الحرب الإلكترونية (Electronic Warfare)
الحرب الإلكترونية (EW) هي استخدام الطيف الكهرومغناطيسي لمهاجمة أو تعطيل الأنظمة الإلكترونية للعدو، وكذلك لحماية الأنظمة الإلكترونية الصديقة من الهجمات الإلكترونية. تشمل الحرب الإلكترونية مجموعة واسعة من العمليات التي تهدف إلى السيطرة على الطيف الكهرومغناطيسي، وتعطيل اتصالات العدو، وتشويش أجهزة الاستشعار، ومنع جمع المعلومات الاستخباراتية.
مكونات الحرب الإلكترونية
الدعم الإلكتروني (Electronic Support – ES):
جمع وتحليل الإشارات الكهرومغناطيسية المستخدمة من قبل الأنظمة الإلكترونية للعدو. التعرف على الترددات المستخدمة من قبل العدو لتحديد وتحديد مواقع الأنظمة الإلكترونية للعدو.
الهجوم الإلكتروني (Electronic Attack – EA):
استخدام الطيف الكهرومغناطيسي لمهاجمة الأنظمة الإلكترونية للعدو. يتضمن ذلك التشويش، الخداع، وتدمير الأنظمة الإلكترونية للعدو.
الحماية الإلكترونية (Electronic Protection – EP):
إجراءات لحماية الأنظمة الإلكترونية الصديقة من الهجمات الإلكترونية.
تتضمن تصفية الترددات، تقنيات التشفير، واستخدام أنظمة مضادة للتشويش والخداع.
استراتيجيات وأهداف الحرب الإلكترونية
الحرب الإلكترونية (Electronic Warfare – EW) تهدف إلى السيطرة على الطيف الكهرومغناطيسي لضمان التفوق في ساحة المعركة، سواء من خلال الهجوم على الأنظمة الإلكترونية للعدو أو حماية الأنظمة الصديقة. وتتضمن الأهداف الرئيسية للحرب الإلكترونية ما يلي:
التشويش (Jamming):
التشويش على الاتصالات (Communication Jamming): تعطيل أو منع الإشارات الكهرومغناطيسية التي تستخدمها أنظمة الاتصالات للعدو.
التشويش على الرادار (Radar Jamming): تعطيل أو خداع أنظمة الرادار للعدو، مما يجعل من الصعب على العدو اكتشاف أو تتبع الأهداف.
الخداع (Spoofing):
إرسال إشارات كاذبة تحاكي الإشارات الشرعية للعدو بهدف خداع أجهزة الاستقبال وتوفير معلومات مضللة.
الهجمات الإلكترونية (Cyber Attacks):
استخدام البرمجيات الخبيثة لاختراق الأنظمة الإلكترونية للعدو، وتعطيلها، أو سرقة المعلومات منها.
الدعم الإلكتروني (ES):
جمع وتحليل الإشارات الكهرومغناطيسية لاكتساب معلومات استخباراتية حول أنظمة العدو. تحديد الترددات، المواقع، والأنواع المختلفة من الإشارات المستخدمة من قبل العدو.
استخدام الطيف الكهرومغناطيسي (Spectrum Management):
إدارة وتنسيق استخدام الترددات المختلفة لضمان الاستخدام الأمثل للطيف الكهرومغناطيسي. حماية الترددات الصديقة من التشويش والتداخل.
تطوير تقنيات مقاومة للتشويش والخداع (Anti-Jamming and Anti-Spoofing):
تحسين الأنظمة الإلكترونية الصديقة لتكون أكثر مقاومة للتشويش والخداع. واستخدام التشفير والتقنيات المتقدمة لتصفية الإشارات لضمان دقة وموثوقية الاتصالات.
كيفية تطبيق استراتيجيات الحرب الإلكترونية
التخطيط والتنسيق:
- تحديد الأهداف الإلكترونية للعدو ووضع خطة محكمة لتنفيذ الهجمات الإلكترونية.
- التنسيق بين الوحدات المختلفة لضمان تنفيذ الاستراتيجيات بشكل متكامل.
التدريب والممارسة:
- تدريب الأفراد على استخدام تقنيات الحرب الإلكترونية وتشغيل الأنظمة الإلكترونية.
- تنفيذ تدريبات محاكاة لتحسين مهارات الأفراد وتجهيزهم للعمليات الحقيقية.
البحوث والتطوير:
- الاستثمار في البحوث والتطوير لتحسين وتطوير تقنيات الحرب الإلكترونية.
- متابعة التطورات التكنولوجية والابتكارات الجديدة في مجال الحرب الإلكترونية.
الحماية والبقاء:
- حماية الأنظمة الإلكترونية الصديقة من الهجمات الإلكترونية.
- استخدام تقنيات مضادة للتشويش والخداع لضمان استمرار العمليات الإلكترونية في ظل الهجمات.
خلاصة القول أن الحرب الإلكترونية تلعب دورًا حاسمًا في النزاعات الحديثة، حيث تمكن الدول والجيوش من السيطرة على الطيف الكهرومغناطيسي وتعطيل الأنظمة الإلكترونية للعدو. تتضمن الحرب الإلكترونية مكونات واستراتيجيات متعددة تشمل التشويش، الخداع، الهجمات الإلكترونية، والدعم الإلكتروني، إضافة إلى تقنيات مقاومة التشويش والخداع. من خلال التخطيط الجيد، التدريب المستمر، والابتكار التكنولوجي، يمكن تطبيق هذه الاستراتيجيات بنجاح لتحقيق الأهداف العسكرية وحماية الأنظمة الصديقة.
هل الحرب السيبرانية جزء من الحرب الاليكترونية ؟
نعم، الحرب السيبرانية (Cyber Warfare) تُعتبر جزءًا من الحرب الإلكترونية (Electronic Warfare). الحرب السيبرانية هي استخدام الوسائل الإلكترونية لاستهداف الشبكات المعلوماتية والحواسيب والبنية التحتية الرقمية للعدو، وهي تندرج تحت المكون الأوسع للحرب الإلكترونية. العلاقة بين الحرب السيبرانية والحرب الإلكترونية تتمثل في التكامل والتداخل بين العمليات السيبرانية والإلكترونية لتحقيق الأهداف العسكرية والاستراتيجية.
كيف تكون الحرب السيبرانية جُزْءٌ من الحرب الإلكترونية؟
أولاً. التعريف والتداخل بين الحرب السيبرانية والحرب الإلكترونية:
الحرب الإلكترونية (EW): تشمل جميع العمليات التي تستخدم الطيف الكهرومغناطيسي لمهاجمة أو تعطيل الأنظمة الإلكترونية للعدو، وحماية الأنظمة الإلكترونية الصديقة. تشمل مكونات الحرب الإلكترونية:
الدعم الإلكتروني (ES): جمع وتحليل الإشارات الكهرومغناطيسية للعدو.
الهجوم الإلكتروني (EA): تعطيل أو تدمير الأنظمة الإلكترونية للعدو.
الحماية الإلكترونية (EP): حماية الأنظمة الإلكترونية الصديقة من الهجمات الإلكترونية.
الحرب السيبرانية (Cyber Warfare): تشمل العمليات التي تستهدف الأنظمة المعلوماتية والبنية التحتية الرقمية للعدو باستخدام البرمجيات الخبيثة، الهجمات الإلكترونية، والاختراقات السيبرانية.
ثانياً. التكامل بين العمليات السيبرانية والإلكترونية:
الهجمات الإلكترونية الموجهة (Cyber Attacks):
يمكن استخدام البرمجيات الخبيثة (مثل الفيروسات، وبرامج التجسس، وبرامج الفدية) لاختراق الأنظمة المعلوماتية للعدو.و تتضمن الهجمات السيبرانية اختراق الشبكات للحصول على المعلومات الحساسة، وتعطيل الأنظمة، وتدمير البيانات.
التشويش والخداع الإلكتروني:
يمكن للحرب السيبرانية أن تتكامل مع التشويش والخداع الإلكتروني من خلال استخدام تقنيات مثل الـSpoofing والـJamming لتعطيل الاتصالات والسيطرة على الأنظمة.و يمكن تنفيذ هجمات السيبرانية لتعطيل شبكات الاتصالات الخاصة بالعدو، مما يجعلها عرضة لهجمات التشويش والخداع.
الدعم الإلكتروني (Electronic Support – ES) والهجمات السيبرانية:
جمع وتحليل الإشارات الإلكترونية يمكن أن يوفر معلومات استخباراتية قيمة لتنفيذ الهجمات السيبرانية.و يمكن استخدام تقنيات الحرب السيبرانية لاختراق أنظمة الرادار، الاتصالات، والتحكم الخاصة بالعدو.
ثالثاً. أمثلة على التكامل بين الحرب السيبرانية والحرب الإلكترونية:
الهجمات على البنية التحتية الحساسة:
يمكن تنفيذ هجمات سيبرانية لتعطيل شبكات الكهرباء، المياه، والنقل الخاصة بالعدو، مما يؤدي إلى تأثيرات شديدة على قدرته على القتال. و هذه الهجمات يمكن أن تتكامل مع العمليات الإلكترونية لتعطيل الاتصالات والسيطرة على الأنظمة.
العمليات المشتركة:
في سياق عملية عسكرية، يمكن استخدام هجمات سيبرانية لتعطيل أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بالعدو، مما يجعلها عرضة لهجمات جوية. و يمكن استخدام التشويش الإلكتروني لتعطيل أنظمة الاتصالات في نفس الوقت الذي تُشن فيه الهجمات السيبرانية لتعطيل أنظمة القيادة والسيطرة.
الحماية والدفاع:
يمكن استخدام تقنيات الحماية الإلكترونية لحماية الأنظمة الصديقة من الهجمات السيبرانية. و يمكن تعزيز الأمن السيبراني من خلال استخدام تقنيات التشفير والتصفية المتقدمة.
خلاصة القول أن الحرب السيبرانية هي جزء لا يتجزأ من الحرب الإلكترونية، حيث تتكامل العمليات السيبرانية مع العمليات الإلكترونية لتحقيق الأهداف العسكرية. من خلال استخدام الهجمات السيبرانية لتعطيل الأنظمة المعلوماتية والبنية التحتية الرقمية للعدو، إلى جانب التشويش والخداع الإلكتروني، يمكن تحقيق تأثيرات كبيرة على قدرات العدو. التكامل بين هذه العمليات يمكن أن يؤدي إلى تحقيق تفوق إلكتروني وسيبراني في ساحات القتال الحديثة.
الى اللقاء في الجزء الثاني