سلسلة من المقالات تمتد الى ثلاث مقالات سوف آخذكم الى رحلة أستكشافية في العوالم الرقمية و ننتقل من الواقع إلى الخيال. نتعرف في الحلقة الأولى على الواقع المعزز (AR) ، ونتعرف في الحلقة الثانية على الواقع الافتراضي (VR)، وفي الحلقة الثالثة و الأخيرة نتعرف على الواقع المختلط (MR) والواقع الممتد (XR)،
الواقع المعزز (AR – Augmented Reality)
هو تقنية تدمج العناصر الرقمية في البيئة الحقيقية المحيطة بالمستخدم في الوقت الحقيقي، مما يوفر معلومات إضافية أو يكون موجهًا له. تختلف هذه التقنية عن الواقع الافتراضي الذي يعتمد على إسقاط الأجسام الحقيقية في بيئة افتراضية. في الواقع المعزز، يستطيع المستخدم التعامل مع المعلومات والأجسام الافتراضية من خلال عدة أجهزة، سواء أكانت محمولة مثل الهواتف الذكية أو الأجهزة التي يتم ارتداؤها مثل النظارات والعدسات اللاصقة.
هذه الأجهزة تستخدم نظام التتبع الذي يوفر دقة في الإسقاط، وعرض المعلومة في المكان المناسب باستخدام تقنيات مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، الكاميرا، والبوصلة كمدخلات يتم التفاعل معها من خلال التطبيقات. العناصر الرقمية في الواقع المعزز يمكن أن تشمل نصوصًا، صورًا، أصواتًا، ورسومًا ثلاثية الأبعاد، وتعرض بشكل متراكب على البيئة الواقعية لتعزيز تجربة المستخدم. أمثلة على ذلك تشمل الأجهزة مثل Google Glass و Microsoft HoloLens التي تسمح برؤية التداخل بين العالم الرقمي والواقعي والتفاعل معه بشكل طبيعي. الهدف من الواقع المعزز هو تعزيز التجربة الواقعية للمستخدم بإضافة طبقات من المعلومات الرقمية التي تثري البيئة المحيطة به.
كيفية عمل الواقع المعزز:
الكاميرا وأجهزة الاستشعار: تقوم الكاميرا وأجهزة الاستشعار في الجهاز بتسجيل البيئة المحيطة بالمستخدم.
البرمجيات: تقوم البرمجيات بمعالجة البيانات المستلمة من الكاميرا وأجهزة الاستشعار، وتحديد المكان المناسب لعرض العناصر الرقمية.
العرض: يتم عرض العناصر الرقمية على الشاشة بشكل متراكب على البيئة الواقعية، مما يخلق تجربة تفاعلية.
أمثلة على تطبيقات الواقع المعزز:
الألعاب: Pokemon GO:
التفاصيل: لعبة مشهورة تستخدم الواقع المعزز لتسمح للاعبين بالبحث عن البوكيمونات في البيئة المحيطة بهم باستخدام هواتفهم الذكية. يتم عرض البوكيمونات كعناصر رقمية على شاشة الهاتف وكأنها موجودة في العالم الحقيقي.
التفاعل: اللاعبين يتنقلون في العالم الحقيقي لاصطياد البوكيمونات، مما يشجع على النشاط البدني والتفاعل الاجتماعي.
تطبيقات التسوق: IKEA Place:
التفاصيل:تطبيق من شركة IKEA يسمح للمستخدمين برؤية كيف ستبدو قطع الأثاث في منازلهم قبل الشراء. يقوم المستخدم بتوجيه كاميرا الهاتف نحو المكان الذي يريد وضع الأثاث فيه، ويعرض التطبيق نموذجًا ثلاثي الأبعاد للأثاث في البيئة الحقيقية.
الفائدة: يساعد المستخدمين على اتخاذ قرارات شراء مدروسة من خلال تصور كيف ستبدو المنتجات في منازلهم.
الفنان الافتراضي سيفورا – Sephora Virtual Artist:
التفاصيل:تطبيق يتيح للمستخدمين تجربة مستحضرات التجميل بشكل افتراضي. يمكن للمستخدمين رؤية كيف ستبدو ألوان الماكياج المختلفة على وجوههم باستخدام كاميرا الهاتف.
الفائدة:يوفر تجربة شراء مريحة ويقلل من الحاجة إلى تجربة المنتجات بشكل فعلي في المتجر.
التعليم والتدريب: Google Translate:
التفاصيل:يستخدم الواقع المعزز لترجمة النصوص في العالم الحقيقي بشكل فوري. يقوم المستخدم بتوجيه كاميرا الهاتف نحو النص المطلوب ترجمته، ويقوم التطبيق بعرض الترجمة مباشرة على الشاشة.
الفائدة: يساعد المسافرين والأشخاص الذين يتعلمون لغات جديدة على فهم النصوص بسرعة وسهولة.
Anatomy 4D:
التفاصيل: تطبيق تعليمي يسمح للطلاب بمشاهدة نماذج ثلاثية الأبعاد للأعضاء البشرية بتفاصيل دقيقة. يمكن للمستخدمين توجيه كاميرا الجهاز نحو صورة معينة لعرض نموذج ثلاثي الأبعاد للأعضاء.
الفائدة: يعزز الفهم والتعلم من خلال توفير تجربة بصرية تفاعلية.
التنقل والملاحة: Google Maps :
التفاصيل: ميزة في تطبيق خرائط جوجل تستخدم الواقع المعزز لتوجيه المستخدمين. عند توجيه كاميرا الهاتف نحو الشارع، يتم عرض الأسهم الرقمية والمعلومات المفيدة على الشاشة لتوجيه المستخدمين إلى وجهتهم.
الفائدة: يساعد على تحسين تجربة الملاحة من خلال توفير اتجاهات مرئية مباشرة في البيئة الحقيقية.
خلاصة:
الواقع المعزز (AR) هو تقنية قوية ومتعددة الاستخدامات تعزز البيئة الحقيقية بعناصر رقمية تفاعلية. استخداماته تتنوع من الألعاب والترفيه إلى التعليم والتدريب والتسوق، مما يجعل التجارب اليومية أكثر تفاعلية وفعالية.