يُعتبر الاستهداف الإعلاني في شبكة الإنترنت (Ad targeting) من الأساليب الرئيسية في عالم التسويق الرقمي، وهو يعني استخدام البيانات والتحليلات لعرض الإعلانات أمام جمهور مستهدف أو من خلال المحتوى المستهدف ويكون بشكل أكثر دقة وفاعلية في جميع المواقع ووسائل التواصل الأجتماعي. وفيما يلي شرح لمفهوم الاستهداف الإعلاني في شبكة الإنترنت حسب النقاط التالية:
جمع البيانات:
يتم جمع مجموعة متنوعة من البيانات عن المستخدمين على الإنترنت. يشمل ذلك البيانات الديموغرافية (مثل العمر والجنس والموقع الجغرافي)، والبيانات السلوكية (مثل نشاط التصفح والبحث والتفاعل مع المحتوى)، والبيانات الاهتمامات (مثل المواضيع التي يظهر الاهتمام بها عبر الإنترنت).
تحليل البيانات:
يتم تحليل هذه البيانات باستخدام تقنيات مختلفة لفهم سلوك المستخدم واهتماماته بشكل أفضل. يمكن أن يشمل التحليل استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم الآلي لاستخراج أنماط معينة من البيانات.
استهداف الإعلانات:
بناءً على البيانات والتحليلات، يتم اختيار الجمهور المستهدف بدقة لعرض الإعلانات أمامه. يتم تحديد معايير محددة للمستهدفين الذين يمكن أن يستجيبوا بشكل إيجابي للإعلان، مثل العمر، والاهتمامات، والموقع الجغرافي، والتصفح السابق.
قياس الأداء والتحسين:
يتم تتبع أداء الإعلانات المستهدفة وتحليل البيانات الناتجة لقياس فعالية الحملات الإعلانية. يُستخدم هذا التحليل لتحسين الحملات الإعلانية المستقبلية، سواء عن طريق تعديل الاستهداف أو تحسين محتوى الإعلان أو تحسين تجربة المستخدم.
هذه العملية تسمح للمسوقين بتحقيق أقصى استفادة من ميزانيات الإعلان وزيادة فعالية حملاتهم الإعلانية عبر الإنترنت من خلال عرض الإعلانات أمام الجمهور المستهدف بشكل أكثر دقة وفعالية. ومن المهم أن نلاحظ أن هذا النوع من الاستهداف يثير قضايا الخصوصية والأمان، ويتطلب احترام وتوافق من المستخدمين فيما يتعلق بجمع واستخدام بياناتهم الشخصية.
ماهي الآليات البرمجية التي تقوم بها الشركات تقنياً لعمل الاستهداف الإعلاني:
التفكير في الآليات البرمجية التي تستخدمها الشركات تقنياً لعمل الاستهداف الإعلاني يشمل عدة عناصر وعمليات، من بينها:
تحليل البيانات الضخمة (Big Data Analysis):
تقوم الشركات بجمع وتحليل كميات هائلة من البيانات لفهم سلوك المستخدمين واهتماماتهم. يستخدم تحليل البيانات الضخمة تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحليل هذه البيانات وتقديم توقعات دقيقة بشأن سلوك المستخدمين.
التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي (AI and Machine Learning):
يعتمد الاستهداف الإعلاني بشكل كبير على تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المستخدمين وتوقع اهتماماتهم واحتياجاتهم. تستخدم الشركات الخوارزميات الذكية لتحديد الجمهور المستهدف بناءً على هذه التوقعات.
تتبع السلوك عبر الإنترنت (Online Behavior Tracking):
يتم تتبع سلوك المستخدمين عبر الإنترنت لفهم الصفحات التي يزورونها، والمحتوى الذي يتفاعلون معه، والمنتجات التي يشترونها. يتم استخدام هذه المعلومات لتخصيص الإعلانات بشكل أكثر فعالية واستهداف المستخدمين ذوي الاهتمامات المشابهة.
تحليل الجمهور والسوق (Audience and Market Analysis):
يتم تحليل معلومات الجمهور والسوق لفهم العملاء المحتملين والمنافسين. يستخدم الشركات هذه المعلومات لتحديد الشرائح السوقية والمستهدفين الأكثر ربحية لحملات الإعلان.
تطوير وتحسين الخوارزميات الإعلانية (Ad Algorithm Development and Optimization):
يتم تطوير وتحسين الخوارزميات الإعلانية باستمرار لزيادة دقة الاستهداف وتحسين أداء الحملات الإعلانية. تستند هذه الخوارزميات على التجارب السابقة والبيانات الحالية لتحديد الاستراتيجيات الأكثر فاعلية في عرض الإعلانات.
باستخدام هذه الآليات البرمجية وغيرها، يقوم الشركات بتحديد الجمهور المستهدف بشكل دقيق وفاعل، مما يزيد من فعالية حملاتها الإعلانية ويحسن من عائد استثمارها.
الوضع القانوني للاستهداف الإعلاني في شبكة الأنترنت محلياً ودولياً.
الاستهداف الإعلاني في شبكة الإنترنت عملية قانونية بشكل عام، طالما تتم مراعاة القوانين والتشريعات المحلية والدولية المتعلقة بحماية الخصوصية وجمع البيانات الشخصية. ومع ذلك، قد تكون هناك بعض القيود واللوائح التي يجب اتباعها لضمان الامتثال القانوني وحماية خصوصية المستخدمين. هناك عدة عوامل تؤثر على وضع الاستهداف الإعلاني من الناحية القانونية:
القوانين المحلية والدولية:
يجب على الشركات والمسوقين الالتزام بالقوانين واللوائح المحلية والدولية المتعلقة بحماية البيانات والخصوصية. تختلف هذه القوانين من بلد لآخر، وتتطلب تصاريح محددة في بعض الأحيان لجمع واستخدام بيانات المستخدمين.
موافقة المستخدم:
في كثير من الأحيان، يتعين على المسوقين الحصول على موافقة صريحة من المستخدمين قبل جمع واستخدام بياناتهم الشخصية لأغراض الاستهداف الإعلاني.
حماية الخصوصية والبيانات:
يتعين على الشركات والمسوقين اتباع ممارسات أمنية صارمة لحماية بيانات المستخدمين وضمان سرية المعلومات الشخصية.
التزام الشفافية:
يجب على المسوقين توفير معلومات واضحة وشافية للمستخدمين بشأن كيفية جمع واستخدام بياناتهم الشخصية لأغراض الاستهداف الإعلاني.
حقوق المستخدم:
يجب على المسوقين احترام حقوق المستخدمين بما في ذلك الحق في الوصول إلى بياناتهم الشخصية وتصحيحها أو حذفها عند الطلب.
متى تكون عملية الاستهداف الاعلاني غير قانونية وتدخل ضمن التجسس؟
عملية الاستهداف الإعلاني تصبح غير قانونية وتعتبر تجسسًا على المستخدم عندما تُنفذ بطرق تنتهك حقوق الخصوصية والأمان للمستخدمين. هناك عدة سيناريوهات يمكن أن تجعل عملية الاستهداف الإعلاني غير قانونية وتشكل تجسسًا، ومن بين هذه السيناريوهات:
جمع بيانات شخصية بدون موافقة الشخص:
عندما تقوم الشركات بجمع بيانات شخصية عن المستخدمين دون الحصول على موافقتهم الصريحة. على سبيل المثال، جمع المعلومات الشخصية مثل الاسم، وعنوان البريد الإلكتروني، والمعلومات المالية دون موافقة صريحة.
استخدام بيانات بطريقة غير مشروعة:
عندما تقوم الشركات ببيع أو مشاركة بيانات المستخدمين مع أطراف ثالثة بدون موافقة المستخدم أو بدون إعلامهم بشكل صحيح.
استخدام تقنيات التتبع الخفية:
عندما تستخدم الشركات تقنيات تتبع خفية مثل تثبيت ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) بدون موافقة المستخدم.
استخدام بيانات خاصة لأغراض غير مشروعة:
عندما تستخدم الشركات بيانات خاصة وحساسة عن المستخدمين مثل المعلومات الطبية أو الدينية لأغراض إعلانية دون موافقة صريحة.
تجاوز القوانين القائمة:
عندما تقوم الشركات بتجاوز القوانين واللوائح المحلية والدولية المتعلقة بحماية البيانات والخصوصية.
في هذه الحالات، يمكن أن تعتبر عملية الاستهداف الإعلاني تجسسًا غير قانوني، وقد تتعرض الشركات والمسوقين لعقوبات قانونية وعواقب سلبية على مستوى السمعة والثقة في السوق. في النهاية، يجب على الشركات والمسوقين الالتزام بالمعايير الأخلاقية والقوانين الصارمة لضمان الامتثال القانوني وحماية خصوصية المستخدمين. إذا تم انتهاك القوانين أو الممارسات الأخلاقية، فقد يواجه المسوقون عواقب قانونية وعلى مستوى السمعة والثقة في السوق.
قانون الاتحاد الاوربي لحماية المستخدم من (Ad targeting)
تاريخياً، الاتحاد الأوروبي قد اتخذت العديد من التدابير لحماية خصوصية المستخدمين في مجال الاستهداف الإعلاني، ومن أبرز هذه التدابير هو اللائحة العامة لحماية البيانات العامة (General Data Protection Regulation – GDPR). يعتبر GDPR أحد أهم القوانين الخاصة بحماية البيانات الشخصية في العالم، والذي تم اعتماده في الاتحاد الأوروبي في مايو 2018.
في إطار GDPR، تم تحديد مجموعة من الحقوق والمبادئ التي يجب على الشركات الالتزام بها عند جمع ومعالجة البيانات الشخصية، وهذا يشمل أيضاً بيانات الاستهداف الإعلاني. بعض النقاط الرئيسية لـ GDPR التي تؤثر على الاستهداف الإعلاني تشمل:
موافقة المستخدم:
يجب على الشركات الحصول على موافقة صريحة من المستخدمين قبل جمع بياناتهم الشخصية لأغراض الاستهداف الإعلاني.
حق الوصول والتصحيح:
يجب على الشركات توفير حق المستخدمين في الوصول إلى بياناتهم الشخصية وتصحيحها أو حذفها عند الطلب.
الشفافية:
يجب على الشركات توفير معلومات شافية للمستخدمين بشأن كيفية جمع واستخدام بياناتهم الشخصية لأغراض الاستهداف الإعلاني.
الحد من البيانات الشخصية:
يجب على الشركات تقليل جمع ومعالجة البيانات الشخصية إلى أقصى حد ممكن وفقاً للغرض المحدد لاستخدامها.
التبليغ عن انتهاكات البيانات:
في حالة وقوع انتهاك للبيانات الشخصية، يجب على الشركات الإبلاغ عن الانتهاكات إلى السلطات المختصة والمستخدمين في أقرب وقت ممكن.
هذه القواعد والمبادئ تعزز حماية خصوصية المستخدمين في مجال الاستهداف الإعلاني، وتضع مسؤولية كبيرة على الشركات للامتثال لهذه التدابير.